الاثنين، 4 أبريل 2011

التدريب الرياضي في الظروف المختلفة



مقدمة:
    تعد عملية التدريب من الطرائق الرئيسية والمهمة في رياضة التحمل لما لها من أهمية في تطوير مستوى التكيف لدى الرياضيين وذلك من خلال تحسين الانجاز والذي تم نتجة لهذا النوع من التدريب، وعليه فعند تدريب النشاط الرياضي في الظروف المختلفة فانه قد يكون لبعض هذه الظروف تأثير متشابه استعدادا لما يحدث في المسابقات التي تقام في أجواء حارة أو باردة أو ممطرة أو مرتفعة عن سطح البحر، لذا وجب على المدربين تهيئة اللاعبين بالطريقة المثلى لمجابهة هذه الظروف والتدريب على الظروف المشابهة لظروف المنافسة وتحت ظروف غير طبيعية. 1

وظروف المحيط الخارجي كثيرة أهمها:


1- التدريب الرياضي والمرتفعات.
2- التدريب الرياضي في درجات الحرارة المختلفة.
3- التدريب الرياضي تحت الماء.
4- التدريب الرياضي اثناء الصوم.

** التدريب الرياضي والمرتفعات:

    من المعروف علميا أن الكرة الأرضية محاطة بطبقة من الهواء الجوي تقع تحت تأثير الجاذبية الأرضية وتسبب هذه الطبقة ضغطا يزداد كلما اقتربنا من سطح البحر، أما إذا ارتفعنا عن سطح البحر فإن هذا الضغط يقل. 1

      تعتبر قضية التدريب في الأماكن والمدن عن مستوى سطح البحر من القضايا المرتبطة ارتباطا وثيقا بقضايا التكيف والتأقلم ، حيث يخضع الكائن الحي وأجهزته الحيوية الداخلية هنا الى مؤثرات خارجية من شانها الإخلال بحالة التوازن النسبي الداخلي بين العمليات الحيوية الهادفة للاحتفاظ بهذا التوازن ، مما يؤدي بالتالي الى دفع العمليات البيوفسيولوجية واستثارتها بهدف إعادة التوازن المشار إليه مرة أخرى لحالته الطبيعية ، وحماية أجهزة الجسم عن طريق أجهزة المناعة من تكرار التعرض لهذا الخلل.2
ــــــــــــ
1- عبد الله حسين اللامي: الأسس العلمية للتدريب الرياضي، ط1، جامعة القادسية، كلية التربية الرياضية، 2004م.

    وتؤدي قلة الهواء في المرتفعات العالية إلى قلة المقاومة عند حركة الجسم، حيث تكون المقاومة للهواء أثناء حركة الجسم أكثر وهذا ما يمكن ملاحظته في فعاليات الركض السريع والطفو والقفز، وتزداد صعوبة أداء النشاط الرياضي في المرتفعات المتوسطة والعالية ويرجع ذلك إلى:
- زيادة الإشعاع الشمسي.
- ارتفاع درجة تأيين الهواء.
- تغيير الرطوبة والحرارة.
- انخفاض الضغط الجوي مع انخفاض ضغط الأوكسجين تبعا لذلك.

    والتدريب في المرتفعات يعتمد بصيغة أساسية على التغيرات التي تحدث في أجهزة الجسم المختلفة(التغيرات الفسيولوجية والبيوكيميائية) والتي تنتج أساسا من خلال التعرض للتغيرات في المناخ والتي تميز الأماكن والمدن المرتفعة عن سطح البحر.1

    تتعرض الفرق المصرية والعربية الى التدريب او المنافسة في مدن ترتفع عن سطح البحر, وقد ظهر هذا الاهتمام منذ ان اقيمت الدورة الاولمبية بالمكسيك في 1968 والتي ترتفع عن سطح البحر2,290م, ويقصد بالمرتفعات التي تزيد عن 1500م, حيث لا تكون هناك تاثيرات فسيولوجية مؤثرة للمرتفعات التي تقل عن ذلك.2
    الكثير من مدربينا يلجأ الى التدريب في المرتفعات وخاصة في الرياضات التي تحتاج الى تطوير القابلية الهوائية وزيادة السعة الرئوية كل ذلك ينصب لرفع مستوى الاستهلاك القصوي للاوكسجين . لكن السؤال ما الذي يحدث في المرتفعات كي تزداد كفاءة القدرة الاوكسجينية...؟؟
ان التدرب في المرتفعات يكون في حالة نقص الاوكسجين وذلك لانخفاض الضغط الجوي وانخفاض الضغط الجزيئي للاوكسجين وهذا ما سيشعر به الرياضي من خلال صعوبة التنفس والضيق مما سيرسل ايشارات الى الجهاز العصبي بحاجته الى الاوكسجين والجهاز العصبي وتحديدا الدماغ سيقوم بدوره بارسال الاوامر الى المراكز المسؤلة على توفير الاوكسجين وبما ان الدم هو المسؤول على نقل الاوكسجين فبالتالي سيحتاج الى كميات اضافية لتساعده على نقل كمية اكبر من الاوكسجين وهذا سيؤدي الى اصدار امر الى الكليتين لافراز هورمون (EPO) المسؤول على بناء كريات الدم الحمراء لذلك سيتجه مباشرة الى العظم وتحديدا في النخاع فيتم انتاج كريات دم حمراء اضافية تساهم في زيادة القابلية الاوكسجينية.3
ــــــــــــ
1-     عبد الله حسين اللامي: الأسس العلمية للتدريب الرياضي، ط1، جامعة القادسية، كلية التربية الرياضية، 2004م صـ249.
2-     أبو العلا أحمد عبد الفتاح: فسيولوجيا التدريب والرياضة، ط1، دار الفكر العربي، القاهرة، 2003م صـ492.

    وهناك تكيف اخر يظهر في هذا النوع من التدريب وهو ان الرياضي يؤدي جهدا في منطقة ضغط منخفض مما يسسب في الضغط على الاوعية الدموية وهذا يؤدي الى مقاومة الاوعية لهذا التضيق لتعمل على توسعها وهذا تكيف اخر يؤدي الى زيادة القابلية الاوكسجينية .لذلك نرى ان التدريب في المرتفعات يعمل تحت ضغطين هما قلة الاوكسجين وانخفاض الضغط الجوي.1
    وهناك ملاحظة في تدريب المرتفعات وهي ان التدريب يكون بمنطقة ابرد من التدريب في الاراضي المستوية وهذا يؤدي الى استنشاق هواء اكثر برودة واكثر جفافا لذلك سيحتاج هذا الهواء الى عامل مرطب وسيتم هذا من خلال المواد المخاطية الموجودة في الانف لكن استمرار الترطيب سيعمل على نفاذ المواد المخاطية وبالتالي سيدخل الهواء مباشرة دون ترطيب او تصفية اي سيدخل الى الجوف مع الغبار والشوائب وهذا غير جيد , فهنا يجب تناول السوائل بدرجة اكبر لتعويض النقص الحاصل في المواد المخاطية. مما سبق نذكر ان عملية التكيف الحاصلة تحتاج الى 14 يوما كحد ادنى لحصول التكيف وذلك طبعا بعد تحديد مستوى الارتفاع.1
              
المصطلحات المتعلقة بتدريب المرتفعات:
التكيفAdaptaion :
    " تغيرات في الوظيفة او البناء استجابة لحالات التغير في جزء من التاقلم".

التقألمAcclimatization :
   "عمليات التكيف المزمن لضغط بيئي معين".

الأقلمةAcclimatio  :
    "عمليات التكيف المزمن لضغط بيئي معد صناعيا".2

خصائص التدريب في المرتفعات:                                                      - 1- لا تقل فترة التدريب في المرتفعات عن 2- 2.5 شهر.
2- تتأثر الأقلمة بالفروق الفردية.
3- قليل حمل التدريب وعدم إقامة المنافسات خلال المرحلة الحادة والأقل من الحادة وتخفيض حمل التدريب ما بين 60 – 70%.
4- يحدد زمن مرحلة الأقلمة الحادة بعودة مؤشرات التنفس والدورة الدموية لمستوى سطح البحر ، وزمن المرحلة الأقل من الحادة بعودة مستوى استشفاء هذه المؤشرات بعد الحمل المقنن الى مستوى سطح البحر.
5- يظهر الإجهاد أسرع وأكثر حدة في حالة استخدام التدريب الفسفوري في البداية.
6- استخدام نفس برامج التدريب عند مستوى سطح البحر قبل التدرج أول 3 – 4 أسابيع يؤدي الى التعب المبكر.
7- زيادة فترات الراحة البينية سواء للتكرار أو الجرعات .
2- أبو العلا أحمد عبد الفتاح: فسيولوجيا التدريب والرياضة، ط1، دار الفكر العربي، القاهرة، 2003م صـ495,494

تابعوا باقي الموضوع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق