السبت، 26 مارس 2011

التصويب في كرة اليد


      يعتبر التصويب في كرة اليد هو الهدف الرئيسي من الخطط الهجومية وهو الحد الفاصل بين النصر والهزيمة فالمهارات الأساسية والخطط الهجومية بأنواعها تصبح عديمة الجدوى إذا لم تتوج في النهاية بالتصويب الناجح.



     التصويب هو عملية دفع أو رمى الكرة باليد بسرعة ودقة وفقا لطبيعة وظروف مواقف اللعب مستخدما في ذلك أيا من أنواعه التي تحقق إحراز الهدف. 
العوامل الأكثر تأثيرا على مهارة التصويب:
1- زاوية التصويب: كلما كان التصويب من المنطقة المواجهة للهدف كلما كانت نسبة نجاحه أكثر.
2-  المسافة: كلما قصرت ساعد ذلك على دقة التصويب.
3- التوجيه: يسهم رسغ اليد كثيرا في توجيه التصويب ولذا وجب على اللاعب إجادة استخدامه وكذلك تحديد واختيار ألاماكن التي يجب التصويب عليها في المرمى وارتفاع التصويب طبقا لتحرك حارس المرمى.
4- السرعة: يقصد بها سرعة الإعداد لنوع التصويب المناسب حتى يمكن استغلال التغيرات في دفاع الفريق المنافس في الوقت المناسب
5- موقف اللعب: يجب اختيار نوع التصويب المناسب تبعا لمواقف اللعب المتغيرة فقد يختلف أسلوب التصويب تماما عندما ينفرد اللاعب بالمرمى عنه عندما يصوب من أمام مدافع.
6- المهارة السابقة للتصويب:عند الانفراد بحارس المرمى يمكن أن يقوم اللاعب بعمل خداع بالتصويب في الخطوة الأولى ثم يرتقى الخطوة الثانية و يصوب وأيضا قد يتظاهر اللاعب بالتمرير ثم يغير ليصوب الأمر الذي يفاجئ حارس المرمى.
7- الأداء الميكانيكي الصحيح:يقصد به أسلوب الأداء الفني للمهارة مع تميز الأداء في مواقف اللعب المختلفة ويتوقف الأداء الميكانيكي الصحيح للتصويب على التوافق الدقيق لحركات أجزاء الجسم جميعا.

    ونرى أن للدقة والتوجية أهميتهما في مهارة التصويب حيث تعد مهارة التصويب سلسة متتالية من الأداءات الفنية التي تتصف بالسرعة والدقة اللذان يعتبران من العوامل الهامة لضمان فاعلية تحقيق الهدف وذلك بتحديد العوامل الميكانيكية المصاحبة لها والمؤثرة عليها فالدقة تعنى الكفاءة في إصابة الهدف وهى من مكونات اللياقة البدنية الضرورية للاعبي كرة اليد فمهارة التصويب تعتمد على القوة والسرعة والدقة التي تعتمد بدورها على سلامة حواس اللاعب خاصة النظر, فهي تتطلب سيطرة كاملة على العضلات الإرادية لتوجيهها نحو هدف معين وكذلك أن تكون الإشارات الصادرة من المخ للعضلات العاملة أو العضلات المقابلة سليمة لكي تؤدى الحركة في الاتجاه المطلوب وبالدقة اللازمة لإصابة الهدف لذا فإن أي خلل يحدث في الإشارات الواردة يؤثر على الدقة وكذلك ترتبط دقة الهدف بصفة الرشاقة لأنها تعتمد على دقة الأداء عن طريق تقدير اللاعب لمسافة التصويب التي يتم فيها الأداء الحركي, وكذلك مرونة المفاصل التي تتيح للاعب أداء الحركات في مدى حركي ملائم يتيح مميزات ميكانيكية وتشريحية مؤثرة على نجاح التصويب.
                                          
وتنقسم أنواع التصويب في كرة اليد إلى:
- التصويبة الكرباجية (تصويب الكتف) وهى تؤدي من ثلاث مستويات هما أعلى مستوى الرأس, وفي مستوى الرأس والكتف وفي مستوى الحوض والركبة.
- التصويب بالوثب: وينقسم إلى التصويب بالوثب الطويل والتصويب بالوثب العالي.
- التصويب بالسقوط ( أمامي – خلفي ).
- التصويب الخلفي (من مستوي الرأس- وفي مستوى الكتف- وفي مستوى الحوض).
- التصويب بالطيران

     فانه بالرغم من أن لكل نوع من أنواع التصويب السابقة شكله وطريقة أداؤه التي تميزه عن باقي الأنواع الأخرى ألا أنهم يشتركوا جميعا في نهاية المرحلة الرئيسية بالحركة الكرباجية للذراع.

    وفيما يلي توصيف لنوعي التصويبة الكرباجية أعلى مستوى الكتف وأسفل مستوى الكتف:    
    تؤدى التصويبة الكرباجية بصفة عامة من الجري أو من الارتكاز ويتوقف استخدامها على المسافة بين الرامي والمدافع وكذلك على الوقت الذي تتم فيه ألتصويبه.
     فبالرغم من افتقار التصويب من الارتكاز إلى سرعة التصويب بالجري إلا انه يتميز بالقوة ودقة التوجيه من مسافات بعيدة عن المرمى مع القدرة على التنوع في طريقة الأداء ولذا تعتبر التصويبة الكرباجية من الارتكاز انسب الأنواع وأكثرها شيوعا. ويتميز التصويب من الارتكاز بحركة الطرف البعيد بمعدلات سرعة عالية في اتجاهين أساسيين متضادين اولهما عكس اتجاه حركة الرمي (المرحلة التمهيدية) والأخر في اتجاهها أي حركة الذراع في اتجاه التصويب (المرحلة الأساسية) والتي تتميز بوجود حركة كرباجية في اللحظة الأخيرة من الحركة. 

     أما بالنسبة للجذع فعندما يبدأ اللاعب في الإعداد لمرجحة ودوران الجذع في اتجاه الرمي يبعد كل من كتف وذراع التصويب خلفا حتى يكمل الجذع مرجحته لتعتبر هي لحظة البدء في الدوران لمواجهة اتجاه التصويب حيث إن لحركة الجذع تأثير هام في الحركات الرياضية.
  
     فالمعلم أو المدرب الناجح لابد أن يضعوا في اعتبارهم حركات الجذع أثناء أداء المهارات فالملاحظ عادة أن المعلم يركز كل اهتمامه لحركة الأطراف ذات المدى الحركي الكبير أو المكلفة بأداء الحركة دون النظر إلى تأثير الجذع على مستوى الأداء بالرغم من أن الأبحاث أثبتت أن الجذع يمثل 50% تقريبا من وزن الجسم كله حسب نتائج تجارب العالمان الألمانيان (فيشرFesher و براون Braun ) لذا فهو الجزء المؤثر على كثير من الحركات الرياضية. 

    كما أشار"عادل عبد البصير" (1998) بان للجذع تأثيرا كبيرا في تدرج نقل حركة لأجزاء والمفاصل, حيث أن الأنواع الرئيسية للنقل الحركي هي من الإطراف للجذع ومن الجذع للإطراف.

     ويصنف التصويب في كره اليد من المهارات وحيدة الحركة حيث أن الحركات الوحيدة تمر بثلاث مراحل يمكن التميز بينها رغم تداخلها واتصالها وهى تؤدي لمرة واحدة وتنتهي بانتهاء الهدف منها, ولكل مرحلة مواصفاتها الخاصة وأهميتها النسبية في استكمال متطلبات الأداء. وتنقسم الحركة الوحيدة من وجهة نظر الميكانيكا الحيوية بهدف التحليل الحركي للمهارة الرياضية إلى ثلاثة مراحل وهناك علاقة بين كل مرحلة والأخرى فالمرحلة التمهيدية هي تحضير وتهيئة للمرحلة الرئيسية عن طريق حركات تقريبية وان المرحلة النهائية استمرار للمرحلة الرئيسية وبواسطته تحصل على الوضع الثابت وهذه المراحل الثلاثة يمكن توضيحها كالتالي:
المرحلة التمهيدية:
    تهدف هذه المرحلة إلى الإعداد الجيد للمرحلة الرئيسية من الحركة, والتي يتحقق منها الهدف الميكانيكي الأساسي حيث تؤدي إلى تهيئة الجسم سواء التهيئة الخاصة بوضع العضلات والمفاصل في وضع بداية مناسبة, حيث يؤدي تكرار حركات المفاصل خلال هذه المرحلة إلى ضبط زوايا المفصل بالقدر المطلوب, أو استغلال خواص بيوميكانيكية معينة كإكساب الأدوات سرعات ابتدائية عالية قبل الجزء الرئيسي.
 والمرحلة التمهيدية تظهر بعدة أشكال هي:
- المرحلة التمهيدية في عكس اتجاه الحركة.
- المرحلة التمهيدية في نفس اتجاه الحركة.
- المرحلة التمهيدية المتكررة.
- المرحلة التمهيدية متعددة المراحل.
   إن جميع مهارات الركل وحركة الذراع في الرمي هي حركة تمهيدية عكس اتجاه الحركة التي تهدف إلى تحقيق سرعة نهائية عالية بحركة مضادة في الاتجاه وعن طريق إيقاف هذه الحركة المضادة يتوفر لنا في بداية الحركة الذاتية بالفعل قوة موجبة تخدم العجلة التزايدية, وقد يختلف مداها وطول زمن أداءها باختلاف نوع الحركة مثل تحقيق أقصى إطالة ممكنة للعضلات المشتركة في العمل خاصة العضلات المحركة الرئيسية. وكلما كانت المرحلة التمهيدية طويلة كلما خدم ذلك العمل العضلي للحركة في المرحلة الرئيسية وطول المرحلة يساعد على شد العضلات وبالتالي يصل الشد العضلي إلى أقصاه عند ابتداء المرحلة وهذا يؤدي بدوره إلى النتيجة المطلوبة فهي تعتبر المرحلة الحاسمة التي تزيد من شد المجموعات العضلية المشاركة في العمل وهو ما تتطلبه المرحلة التالية. وتعتبر المرحلة التمهيدية بمثابة المثير الذي تبدأ بموجبه استجابة الخصم لعمل مهارات دفاعية في رياضات المنازلات الفردية ومعظم الألعاب الجماعية فبالإضافة إلى أهميتها في التحضير لأداء المرحلة الرئيسية فأنة يمكن استغلالها في الخداع والمراوغة.(2: 57)(4: 344)(10: 400)(13: 301, 302)(43)

 المرحلة الرئيسية:
     هي أهم مرحلة في المراحل المكونة لأداء الحركة الوحيدة, حيث يتحقق خلالها الهدف الميكانيكي الأساسي من الحركة وبدونها لا تتم الحركة ولا تحقق أهدافها. ويتم فيها استغلال القوى المحصلة في المرحلة التمهيدية ويظهر فيها مدى التوافق بين القوى الداخلية والخارجية المؤثرة على جسم اللاعب وشعور اللاعب بالمكان والوسط المحيط به, وهي عادة ما تتخذ نفس اتجاه الحركة كالتخلص من الأداة في الرمي بصفه عامة والتصويب والركل والوثب بأنواعه. وهذه المرحلة واضحة يمكن تحددها بسهولة فهي في التصويب في كرة اليد مثلا تبدأ مع حركة رجوع كتف ذراع التصويب إلى مكانه الطبيعي عن طريق تحرك مفصل الكتف للامام على شكل ربع دائرة مع لف الجذع لمواجهة التصويب.
    ويرى البعض أن المرحلة الرئيسية من المهارة تمثل( الأثر والنتيجة) في حين تمثل المرحلة التمهيدية (السبب). وفيها تبذل المجموعات العضلية هدفها الأساسي وبالقدر الذي يلائم متطلبات المهارة باختلاف أنواعها وظروف أدائها. 

المرحلة النهائية (المتابعة):
     هي المرحلة الأخيرة من أداء الحركة الوحيدة, وتأتي في انسيابية كاملة مع المرحلة الرئيسية لمنع حدوث التوقف المفاجئ بعد الانتهاء من أداء الواجب الرئيسي للحركات وهي تمثل حماية ذاتية لمفاصل الجسم ضد هذه الحركات العنيفة. وقد يحث خلل في توقيت بدء هذه المرحلة بان يتأخر اللاعب أو يتعجل فيها مما يؤثر على ضعف مستوى المهارة, لذا فان اختيار توقيتها يتطلب تركيزا عقليا عاليا أساسه التدريب لذلك إن الخلل في هذه المرحلة يظهر واضحا في أداء المبتدئين وخاصة في مهارات الرمي. 
     فان حركة المتابعة مهمة في امتصاص الطاقة الزائدة عن حاجة الأداء وجعل الجسم يحتفظ باتزانه نتيجة للحركات التي تولدت من مرحلتي التمهيد والحركة وتبدأ مرحلة المتابعة منذ انطلاق الأداة من يد الرامي.            
                                                       
     ومن العرض السابق لمراحل الحركة الوحيدة من وجهه نظر الميكانيكا الحيوية ونظرا لارتباطها بمهارات الرمي فانه يمكن تطبقها على مراحل أداء مهارة التصويب الكرباجي من الارتكاز في كرة اليد باعتبارها ضمن مهارات الرمي.         


تابعوا باقي الموضوع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق