السبت، 5 أكتوبر 2024

التحليل الحركي لمهارة التصويب بالوثب الطويل في كرة اليد

  


       التحليل الحركي هو دراسة تفصيلية للحركات التي يؤديها اللاعبون أثناء ممارسة اللعبة، حيث يتم التركيز على الجوانب البيوميكانيكية التي تساهم في تحسين الأداء وتقليل الإصابات. ويشمل التحليل الحركي دراسة الحركات التي تتم على محاور الجسم وتقييم القوة، السرعة، المسافة، والتحكم في الجسم أثناء تنفيذ المهارات الفنية المختلفة مثل التمرير، التصويب، الجري، والتحرك الدفاعي.

 

أهمية التحليل الحركي في كرة اليد:

- تحسين الأداء: يساعد التحليل الحركي في تحديد الأخطاء الحركية وتصحيحها لتحسين الأداء العام.

- تقليل الإصابات: يساعد على فهم القوى التي تؤثر على المفاصل والعضلات، وبالتالي يمكن تطوير برامج تدريبية للوقاية من الإصابات.

- تطوير مهارات اللعب: يعتمد المدربون على نتائج التحليل الحركي لتعديل تقنيات اللاعبين وتحسين الكفاءة.

 

التقنيات المستخدمة في التحليل الحركي:

- تحليل الفيديو: تسجيل الحركات المختلفة للاعبين وتحليلها بالبطء.

- أنظمة التقاط الحركة (Motion Capture Systems): تستخدم لقياس تفاصيل دقيقة لحركة الجسم، مثل الزوايا والقوى المؤثرة.

- تحليل القوة والضغط: باستخدام منصات القوة، يتم تحليل القوى التي تؤثر على اللاعبين أثناء القفز أو الهبوط.


التحليل الحركي لمهارة التصويب بالوثب الطويل في كرة اليد:

       تعتمد مهارة التصويب بالوثب الطويل على التنسيق بين أجزاء الجسم لتحقيق أقصى قوة ودقة أثناء التصويب ويمكن تحليل الحركات التي يقوم بها اللاعب تحليل دقيق أثناء قيامة بمراحل التصويب من لحظة الارتقاء الى حركة الجسم في الهواء بعد الوثب.

 

 مراحل مهارة التصويب بالوثب الطويل:

 1. مرحلة الاقتراب (التمهيدية):

     في هذه المرحلة، يقوم اللاعب بالجري نحو الهدف مع تسارع تدريجي. والهدف من هذه المرحلة هو توليد القوة اللازمة لأداء الوثب، حيث تُستخدم عضلات الساقين لتوليد الزخم التركيز على عضلات الفخذين وعضلات الربلة (calf muscles) لتوفير القوة والدفع. 

 2. مرحلة الارتقاء والوثب:

     تأتي هذه المرحلة بعد الاقتراب، حيث يقوم اللاعب بارتكاز قدمه الأقوى على الأرض والاندفاع للأعلى.

وتتطلب هذه الحركة توازنًا جيدًا، ويكون الاعتماد الأساسي على عضلات الفخذين والركبة والتمديد الكامل للقدم المستخدمة في الارتقاء، في الوقت نفسه، تتحرك الذراعين لتوفير التوازن والدفع نحو الأعلى.

 3. مرحلة الطيران (في الهواء):

     تبدأ هذه المرحلة بمجرد فقد اتصال قدم الارتقاء بالارض ويعتبر اللاعب في الهواء، يجب أن يحافظ على التوازن والاستعداد للتصويب ، بينما تبدأ الذراع الرامية في التمدد استعدادا لرمي الكرة ، تتطلب هذه المرحلة التحكم في مركز الجاذبية. ويعتمد اللاعب على عضلات الجذع والكتف لتحضير الذراع للتصويب.وتعمل الذراع الغير رامية على خلق التوازن في الهواء.

 4. مرحلة التصويب (الإطلاق) (الرئيسية):

     في هذه المرحلة، يتم تمديد الذراع التي تحمل الكرة للأمام مع الانتهاء من الحركة الدورانية للجسم لاداء الهدف الاساسي من الحركة وهو التصويب على المرمى، تبدأ القوة من عضلات الجذع التي تدور، ثم تنتقل عبر الكتف والذراع حتى تصل إلى اليد التي تقوم بالتصويب. يجب أن تكون هذه الحركة متزامنة مع الهبوط للحفاظ على التوازن. العضلات المستخدمة هنا تشمل عضلات الكتف والساعد وعضلات اليد.

5. مرحلة الهبوط:

    بعد انطلاق الكرة من يد اللاعب للتصويب، يهبط اللاعب على قدمه الأمامية بشكل متوازن. وتعتمد هذه المرحلة على قوة العضلات السفلية مثل عضلات الساقين والكاحل لضمان هبوط آمن ومنع الإصابات.

 

ما يجب مراعاته اثناء التحليل البيوميكانيكي لمهارة التصويب بالوثب الطويل:

- الزوايا الحركية: يجب أن تكون زاوية المرفق خلال التصويب حوالي 90 درجة او اكبر لتوليد القوة المثلى.

- سرعة الحركة: سرعة التصويب تتأثر بقوة الوثب، حيث أن الاندفاع نحو الهدف يزيد من سرعة الكرة.

- القوى المؤثرة: تشمل القوى المستخدمة في التصويب قوة الجاذبية التي تؤثر على حركة اللاعب في الهواء وقوة رد الفعل الأرضي أثناء الهبوط.

 

العضلات العاملة عند اداء مهارة التصويب بالوثب الطويل في كرة اليد:

       عند القيام بحركة التصويب بالوثب الطويل في كرة اليد، يتم استخدام العديد من عضلات الجسم لتحقيق القوة والتوازن. العضلات الأساسية التي تشارك في هذه الحركة:

1. عضلات الجزء السفلي من الجسم:

   - عضلات الفخذ الأمامية (Quadriceps): مسؤولة عن تمديد الركبة أثناء الوثب، تعمل على توليد القوة اللازمة لدفع الجسم للأعلى.

   - عضلات الفخذ الخلفية (Hamstrings): تساهم في ثني الركبة أثناء الركض والارتقاء (الإعداد للوثب)، ثم تعمل على المساعدة في مد الساق لتحقيق القوة أثناء الانطلاق في الهواء.

   - عضلات الساق (Calves): تعمل هذه العضلات على المساعدة في رفع الكعب عن الأرض أثناء القفز، مما يسمح بدفع الجسم للأعلى.

   - عضلات الورك (Hip Flexors and Extensors): تساهم في قوة الدفع إلى الأمام والاحتفاظ بالتوازن في الهواء. فان عضلة الFlexors ترفع الفخذ للأمام أثناء الركض والقفز، بينما Extensors (مثل Gluteus Maximus) تسهم في تمديد الورك والدفع بقوة للأمام، خاصة أثناء الوثب.

 

2. عضلات الجزء العلوي من الجسم:

   - عضلات الصدر (Pectorals): تسهم في الحركة الأمامية للذراع أثناء التصويب. قهي تساعد في تحريك الذراع الأمامية إلى الأمام أثناء مرحلة التصويب. تقوم بتوليد القوة اللازمة لدفع الكرة.

   - عضلات الكتف (Deltoids): الكتف يتحمل مسؤولية رفع الذراع للأعلى وتحريكها في عدة اتجاهات. أثناء التصويب، تقوم العضلات الدالية الأمامية بتحريك الذراع للأمام باتجاه الهدف.

   - عضلات الذراع الأمامية (Biceps) تعمل على ثني الذراع وتحكم حركة الكرة أثناء الإعداد للتصويب وعضلات الذراع الخلفية (Triceps): مسؤولة عن تمديد الذراع خلال عملية التصويب، مما يولد قوة إضافية عند إطلاق الكرة، وتسهم كلتا العضلات الامامية والخلفية في قوة الذراع أثناء إمساك الكرة وإنطلاقها.

  

3. عضلات الجذع (Core Muscles):

   - عضلات البطن (Abdominals): تساعد في تحقيق التوازن وتثبيت الجذع أثناء الوثب. كما تعمل على الحفاظ على الجسم مستقراً في الهواء أثناء تحضير الذراع للتصويب.

   - العضلات الجانبية (Obliques): هذه العضلات تعمل على الدوران الجانبي للجذع أثناء الحركة. عندما يقوم اللاعب بالالتفاف والانعطاف بالجسم قبل التصويب، تساعد هذه العضلات في تدوير الجسم بسرعة وتوفير القوة الإضافية للتصويب.

   - عضلات الظهر (Latissimus Dorsi): تعمل هذه العضلات الكبيرة في الظهر على سحب الذراع إلى الخلف أثناء الإعداد للتصويب، وتوفر القوة لدفع الذراع للأمام عند إطلاق الكرة.

 

     ان جميع هذه العضلات تعمل معًا بشكل متكامل لتحقيق حركة التصويب بالوثب الطويل. العضلات السفلية توفر الطاقة اللازمة للقفز والدفع إلى الأمام، بينما العضلات العلوية تساهم في التحكم بالكرة والتصويب بدقة. اما عضلات الجذع توفر الاستقرار للجسم في الهواء، مما يساعد اللاعب على التركيز على تصويب الكرة بقوة ودقة.

 

 





التسلسل الحركي لمراحل التصويب بالوثب الطويل في كرة اليد ( الاقتراب، الوثب، الطيران، التصويب، الهبوط).

 

المراجع :

1. أبو زيد، حسن (2020).أساسيات التحليل الحركي الرياضي. دار الفكر العربي.

2. الجبوري، حمد (2019).التحليل البيوميكانيكي لحركة الرميات في كرة اليد. المجلة العلمية للعلوم الرياضية.

3- Bartlett, R. (2007).Introduction to Sports Biomechanics: Analysing Human Movement Patterns. Routledge.

4- Knudson, D. (2013).Biomechanical Principles of Movement. Human Kinetics.

5- Van den Tillaar, R. & Ettema, G. (2004).A three-dimensional analysis of overarm throwing in handball. Journal of Sports Sciences.

 

 

الأربعاء، 2 أكتوبر 2024

أساليب التدريب في رياضة كرة اليد

 

     

        أساليب التدريب الحديثة في كرة اليد تهدف إلى تحسين الأداء البدني والعقلي للاعبين، من خلال توظيف التمارين الوظيفية والتكتيكية، واستخدام التكنولوجيا، وكذلك التركيز على الجوانب النفسية. يعد تحسين المهارات الفردية والجماعية وتطبيق البرامج التدريبية المتخصصة من العوامل الأساسية في النجاح الرياضي على المستوى الاحترافي.

       تعتبر أساليب التدريب الحديثة في كرة اليد من أهم العوامل التي تسهم في تحسين الأداء البدني والفني للاعبين، وتطوير قدراتهم في المواقف الهجومية والدفاعية. وفيما يلي نستعرض بعض أبرز هذه الأساليب:

1. التدريب الوظيفي (Functional Training)

 2. التدريب على المهارات التكتيكية (Tactical Skills Training)

 3. التدريب باستخدام التكنولوجيا (Technology in Training)

 4. التدريب المتقطع عالي الكثافة (HIIT - High-Intensity Interval Training)

 5. التدريب العقلي والنفسي (Mental and Psychological Training)

 6. التدريب المتخصص للمراكز المختلفة (Position-Specific Training)

 

 1. التدريب الوظيفي (Functional Training)

مفهوم التدريب الوظيفي:

       التدريب الوظيفي هو نوع من التدريب الذي يركز على تحسين الحركات الطبيعية والمُستخدمة أثناء المباريات الرياضية. في كرة اليد، يتطلب الأمر من اللاعبين القيام بحركات متكررة مثل القفز، التمرير، التسديد، والقطع السريع. يهدف هذا التدريب إلى تعزيز القوة العضلية، المرونة، الاتزان، القدرة على التحمل، واللياقة العامة من خلال تمارين تحاكي مواقف اللعبة الحقيقية.

       يهدف التدريب الوظيفي إلى تحسين الأداء العام للاعبين من خلال التمارين التي تستهدف تحسين القوة والمرونة والاتزان والقدرة على التحمل. يُعتبر هذا النوع من التدريب مفيدًا لأنه يحاكي الحركات الفعلية التي يؤديها اللاعب في الملعب. يتم التركيز على تمارين تحاكي مواقف اللعبة الواقعية، مثل القفز، التمرير، التسديد، والقطع.

فوائد التدريب الوظيفي في كرة اليد:

- تحسين قدرة اللاعب على الأداء تحت الضغط.

- تقليل خطر الإصابات من خلال تقوية العضلات والمفاصل.

- تعزيز القوة والتحمل العام الذي يحتاجه اللاعب للعب لمدة طويلة دون انخفاض في الأداء.

أمثلة على تمارين التدريب الوظيفي:

- تمارين القفز والهبوط: لتحسين القوة والانفجار العضلي اللازم للقفز أثناء التصويب أو الدفاع.

- تمارين الإطالة والمرونة: لتحسين نطاق الحركة والتقليل من خطر الإصابة.

- تمارين التوازن: مثل الوقوف على ساق واحدة أو استخدام كرات التوازن لتقوية العضلات الصغيرة في القدمين والساقين التي تساهم في الحفاظ على الاستقرار.

 

2. التدريب على المهارات التكتيكية:

مفهوم التدريب التكتيكي:

       يركز التدريب على المهارات التكتيكية على تطوير قدرة اللاعبين على فهم وتنفيذ خطط اللعب المختلفة سواء في الهجوم أو الدفاع. يتم تنظيم التدريبات لتعلم كيفية التعامل مع مواقف محددة في المباريات، مثل كيفية الدفاع ضد الهجمات السريعة أو استغلال المساحات في هجوم المنافس.

       يعتمد هذا النوع من التدريب على تعليم اللاعبين كيفية التعامل مع المواقف التكتيكية المختلفة التي قد يواجهونها خلال المباراة. يتم تقسيم اللاعبين إلى فرق صغيرة لمحاكاة السيناريوهات الدفاعية والهجومية، ما يساعد في تحسين التعاون بين اللاعبين وزيادة التفاهم فيما بينهم على أرض الملعب.

أساليب التدريب التكتيكي:

- اللعب المصغر: يتم تقسيم الفريق إلى مجموعات صغيرة (مثلاً 3 ضد 3) لمحاكاة مواقف حقيقية من المباراة. هذا يساعد اللاعبين على اتخاذ القرارات بسرعة وتطوير استراتيجيات اللعب.

- التدريب الجماعي: يتم التركيز على العمل الجماعي مثل تحسين التواصل بين اللاعبين وتنسيق التحركات في الهجوم والدفاع.

- تكرار المواقف الحقيقية: يقوم المدرب بتكرار مواقف محددة قد تحدث في المباريات (مثل الهجمات المرتدة السريعة أو الدفاع أمام التصويب من مسافة بعيدة) لتدريب اللاعبين على كيفية التعامل معها بشكل فعّال.

أهمية التدريب التكتيكي:

- تحسين التواصل والتفاهم بين اللاعبين.

- تعزيز سرعة اتخاذ القرار خلال المباريات.

- تطوير استراتيجيات دفاعية وهجومية فعالة تتناسب مع المواقف المختلفة.

 

 3. التدريب باستخدام التكنولوجيا:

       في ظل التقدم التكنولوجي، أصبحت الأدوات التكنولوجية جزءًا أساسيًا من برامج التدريب الحديثة. يمكن للمدربين واللاعبين الاستفادة من تحليل الفيديو والبيانات المتقدمة لتحليل الأداء وتحديد الأخطاء التي يحتاج اللاعب إلى تصحيحها.

       تزايد استخدام التكنولوجيا في تطوير برامج التدريب الحديثة. على سبيل المثال، استخدام التحليل بالفيديو لتحليل أداء اللاعبين بشكل تفصيلي. هذه التكنولوجيا تساعد المدربين على تحديد الأخطاء وتصحيحها بشكل سريع وفعال.

أدوات التكنولوجيا المستخدمة:

- تحليل الفيديو: يتم تسجيل المباريات والتدريبات وتحليلها ببطء لفحص أداء اللاعبين من زوايا مختلفة. يساعد هذا المدربين في تقديم ملاحظات دقيقة حول كيفية تحسين الأداء.

- الأجهزة المحمولة: يمكن للاعبين استخدام تطبيقات التدريب على الهواتف الذكية لتتبع اللياقة البدنية، السرعة، والتحمل.

- الواقع الافتراضي (VR): يتم استخدام تقنية الواقع الافتراضي في بعض الفرق الكبرى لتدريب اللاعبين على مواقف معينة دون الحاجة إلى التواجد في الملعب.

فوائد استخدام التكنولوجيا في التدريب:

- تحسين سرعة تصحيح الأخطاء.

- تعزيز الفهم التكتيكي من خلال المشاهدة والتحليل.

- تطوير استراتيجيات دقيقة بناءً على البيانات المتاحة.

 

 4. التدريب المتقطع عالي الكثافة (HIIT):

مفهوم التدريب المتقطع عالي الكثافة:

       يعتمد هذا النوع من التدريب على أداء التمارين بأقصى جهد لفترات قصيرة، يليها فترات استراحة قصيرة أيضًا. يتم تكرار هذا النمط عدة مرات، ما يساعد على تحسين اللياقة البدنية بسرعة وفعالية. يُعد هذا النوع من التدريب مناسبًا للاعبين في كرة اليد حيث يتطلب الأمر جهدًا عاليًا خلال وقت قصير مثل الهجمات المرتدة والدفاع السريع.

       يشمل التدريب المتقطع عالي الكثافة تمارين قصيرة المدى لكنها شديدة الكثافة، مع فترات استراحة قصيرة. هذا النوع من التدريب يساعد على تحسين اللياقة البدنية وزيادة قدرة اللاعب على تحمل الجهد البدني العالي خلال المباراة.

فوائد التدريب المتقطع عالي الكثافة:

- زيادة القدرة على التحمل والسرعة.

- تحسين اللياقة البدنية بوقت أقل مقارنة بالأساليب التقليدية.

- تعزيز أداء القلب والرئتين وتحسين التعافي بين الفترات الحادة.

أمثلة على تمارين HIIT:

- الركض السريع لمدة 30 ثانية، يليه المشي لمدة 15 ثانية، وتكرار ذلك لعدة جولات.

- تمارين القفز (Burpees): القيام بتمارين القفز مع تكرارها بسرعة ثم أخذ فترة استراحة قصيرة.

- تمارين الدراجة الثابتة: القيادة بسرعة عالية لمدة 20 ثانية تليها فترة راحة لمدة 10 ثوان.

 

5. التدريب العقلي والنفسي:

       أصبحت الأساليب الحديثة في التدريب تركز على تحسين الأداء العقلي والنفسي للاعبين إلى جانب التحضير البدني. يشمل ذلك استخدام تقنيات الاسترخاء، التركيز الذهني، وتقنيات زيادة الثقة بالنفس، مما يساعد اللاعبين على البقاء في حالة ذهنية مثالية أثناء المباريات.

أهمية التدريب العقلي في كرة اليد:

العقلية القوية تعدّ جزءًا مهمًا في أداء اللاعبين. يمكن أن يكون الضغط النفسي والإجهاد من العوامل التي تؤثر على الأداء في المباريات. لذا، أصبح التدريب العقلي والنفسي جزءًا من التدريب الرياضي الحديث لتحسين تركيز اللاعبين وزيادة قدرتهم على التعامل مع الضغوط.

تقنيات التدريب العقلي:

- التصور الذهني (Visualization): حيث يتخيل اللاعب نفسه وهو يؤدي بنجاح في المواقف المختلفة داخل الملعب.

- تقنيات التنفس والاسترخاء: تساعد في تهدئة الأعصاب وتحسين التركيز أثناء المباريات.

- تطوير الثقة بالنفس: تعزيز الثقة بالنفس لدى اللاعبين يمكن أن يزيد من قدرتهم على الأداء في الظروف الصعبة.

فوائد التدريب النفسي:

- تحسين الأداء تحت الضغط.

- زيادة القدرة على التركيز والانتباه.

- تحسين الانضباط والروح الرياضية.

 

 6. التدريب المتخصص للمراكز المختلفة:

مفهوم التدريب المتخصص:

       كل مركز في كرة اليد يتطلب مهارات معينة تختلف عن المراكز الأخرى. على سبيل المثال، يحتاج حارس المرمى إلى ردود فعل سريعة وتقنيات متقدمة لصد الكرة، بينما يحتاج لاعبو الأجنحة إلى السرعة والقدرة على المناورة في المساحات الضيقة.

       يهتم المدربون الحديثون بتطبيق برامج تدريب متخصصة تناسب المراكز المختلفة للاعبين، فالتدريب الموجه لحراس المرمى يختلف عن التدريب الموجه للاعبي الأجنحة أو لاعبي الوسط. يتم تدريب كل لاعب وفقًا لمتطلبات مركزه، مما يعزز من كفاءته في القيام بالمهام المحددة له داخل الملعب.

أمثلة على التدريبات المتخصصة:

- لحراس المرمى: تمارين رد الفعل السريع وتعلم كيفية قراءة زوايا التسديد.

- للاعبي الوسط: التدريب على توزيع الكرة والتحرك بدونها لضمان استمرار اللعب السلس.

- للاعبي الأجنحة: تدريبات السرعة والقدرة على القفز من مسافات قصيرة.

أهمية التدريب المتخصص:

- تعزيز مهارات اللاعبين في مراكزهم الخاصة.

- تحسين الكفاءة في تنفيذ المهام المطلوبة لكل مركز.

- تحسين التكامل بين اللاعبين في مختلف المراكز.


المراجع:

1.   Hoffman, J. R. (2012). Functional training for sports. Human Kinetics.

2. Gutiérrez Aguilar, O., & Fernández Romero, J. (2016). Tactical skills training in handball. Journal of Sports Science.

3. Carling, C., Reilly, T., & Williams, A. M. (2009). Performance assessment for field sports. Routledge.

4.   Buchheit, M., & Laursen, P. B. (2013). High-intensity interval training, solutions to the programming puzzle: Part I: Cardiopulmonary emphasis. Sports Medicine.

5.   Weinberg, R. S., & Gould, D. (2019). Foundations of Sport and Exercise Psychology. Human Kinetics.

6.   Papageorgiou, A., & Loizou, G. (2017). Training planning for handball players in different positions. European Handball Federation Journal.

الجمعة، 27 سبتمبر 2024

الهجمات المركبة في كرة اليد

 


    مقدمة:

       تعتبر الهجمات المركبة في كرة اليد جزءاً مهماً من استراتيجيات اللعب التي تعتمدها الفرق لتحقيق التفوق على المنافسين، وهي تمثل طريقة تكتيكية متقدمة تهدف إلى استغلال التحركات الجماعية والتنظيم المسبق للهجوم من أجل فتح ثغرات في دفاع الفريق المنافس، وتعتمد هذه الهجمات على التنسيق العالي بين اللاعبين، والقدرة على قراءة الملعب بسرعة، وتنفيذ الخطط الهجومية بدقة.

 

       فهي تمثل تحديًا تكتيكيًا يتطلب تنفيذًا دقيقًا وفهمًا عميقًا للتحركات الجماعية والتفاعلات بين اللاعبين. لتحسين الفهم العملي لهذه الهجمات، من المهم تقسيمها إلى مكونات مختلفة تشمل إعداد اللاعبين، توزيع المراكز، وأدوار كل لاعب في بناء الهجمة.


 تعريف الهجمات المركبة:

       الهجمات المركبة هي نوع من الهجوم الذي يعتمد على مجموعة من الحركات المتتابعة أو المتزامنة، بحيث تشمل تمريرات سريعة وتحركات بدون كرة تهدف إلى زعزعة تنظيم الدفاع المنافس. يتم تنسيق هذه الحركات وفقاً لخطة مدروسة مسبقاً تركز على استغلال نقاط الضعف في الدفاع أو استدراج المدافعين للخروج من مواقعهم، مما يفتح المجال أمام التسجيل.


 أهداف الهجمات المركبة:

1. زعزعة الدفاع المنافس: الهدف الأساسي من الهجمات المركبة هو خلق حالة من الفوضى في صفوف الدفاع، ما يجعل المدافعين غير قادرين على التغطية بشكل فعال.

2. استغلال المساحات الفارغة: عند تحرك اللاعبين بدون كرة، يمكنهم جذب المدافعين بعيداً عن مراكزهم الأساسية، مما يفتح المجال أمام زملائهم للتوغل في مناطق مناسبة للتسجيل.

3. زيادة احتمالات النجاح: الهجمات المركبة تعزز من فرص التهديف بفضل التنوع في أساليب الهجوم، سواء عبر التمريرات، التسديد من مختلف الزوايا، أو الاختراقات الفردية.

  

أهمية الهجمات المركبة في كرة اليد الحديثة:

         في كرة اليد الحديثة، أصبحت الهجمات المركبة عنصرًا أساسيًا للفوز في المباريات، خاصة في مواجهة الدفاعات المنظمة التي تعتمد على الخطط الدفاعية القوية. بفضل تعقيدها وتنظيمها الدقيق، تمنح الهجمات المركبة الفرق ميزة تنافسية في استغلال نقاط الضعف لدى المنافسين، فضلاً عن تنوع الخيارات الهجومية المتاحة.

 

عناصر الهجمات المركبة:

1. التنسيق بين اللاعبين: يتطلب الهجوم المركب تنسيقًا عاليًا بين اللاعبين بحيث يعرف كل لاعب مكانه وحركته التالية وكيفية التفاعل مع زملائه.

2. التحرك بدون كرة: يعد التحرك بدون كرة جزءًا أساسيًا من الهجوم المركب، حيث يسعى اللاعبون لخلق مساحات أو جذب المدافعين بعيدًا عن مناطق الخطر.

3. التمرير السريع والدقيق: تعتمد الهجمات المركبة بشكل كبير على التمرير السريع والدقيق، الذي يساعد في نقل الكرة بسرعة إلى المناطق الهجومية قبل أن يتمكن الدفاع من التمركز.

 

 استراتيجيات لتنفيذ الهجمات المركبة:

1. التقاطع الهجومي: يعتمد هذا الأسلوب على تبادل اللاعبين لمواقعهم أثناء الهجوم، مما يجعل من الصعب على المدافعين تتبع اللاعبين.

2. اللعب على الأجنحة: يهدف إلى استغلال المساحات الفارغة على الأطراف من خلال توسيع الملعب وجذب المدافعين نحو الوسط، مما يسمح للأجنحة بالاختراق.

3. التمرير المزدوج: يقوم اللاعبون بتمرير الكرة بسرعة بين زملائهم قبل أن يقوم أحدهم بالاختراق والتسديد.

 

 وتعد هذه الاستراتيجيات وسيلة للتعرف على طرق تنفيذ الأنواع المختلفة للهجمات المركبة والهدف من تفيذها كما يلي:

 

 1. هجوم التقاطع الخلفي (Backcourt Crossover)

    يُعتبر هذا النوع من الهجوم واحدًا من أكثر الأساليب شيوعًا في كرة اليد. الفكرة هي أن اللاعبين في مراكز الظهير (الخلفي) يتبادلون المواقع خلال الهجوم، مما يؤدي إلى ارتباك الدفاع وتغيير سريع في اتجاه الهجوم.

·        الهدف: خلق ممر مفتوح لتمرير الكرة أو التسديد، أو لاستدراج المدافعين وفتح مساحة للاعب الجناح.

·        تنفيذ الهجمة: يبدأ الظهيران على الجانبين الأيمن والأيسر، ثم يقوم اللاعب الذي يمتلك الكرة بالتحرك نحو منتصف الملعب. اللاعب الآخر يتحرك في نفس اللحظة لقطع طريق المدافع والانفتاح لاستلام الكرة في مساحة جديدة.

 

نموذج تدريب التمريرات المتقاطعة

- عدد اللاعبين: 6 لاعبين (3 هجوم و3 دفاع).

- الهدف: تحسين التمرير السريع والتنسيق بين اللاعبين.

- طريقة التنفيذ:

    1. يوضع 3 مدافعين في مواقعهم الأساسية، و3 مهاجمين في مراكز الظهير.

    2. يقوم اللاعبون المهاجمون بتمرير الكرة بين بعضهم بشكل سريع، مع تحركات متقاطعة لمحاولة تجاوز الدفاع.

    3. الهدف هو خلق فرصة واضحة للتسديد أو التمرير الحاسم.

- النقاط المهمة:

    - التأكيد على توقيت التحركات.

    - تحسين التفاهم بين اللاعبين وتوقع تحركات الدفاع.

 

 2. الهجوم الثلاثي (Triple Threat Attack)

     يعتمد هذا الهجوم على ثلاث تمريرات سريعة بين لاعبي الوسط والظهيرين مع تحركات هجومية متزامنة.

الهدف: زعزعة توازن الدفاع وجذب المدافعين نحو الكرة لفتح ثغرة في الدفاع.

تنفيذ الهجمة: يتحرك الظهير الأيسر إلى الداخل بالتزامن مع تحرك الظهير الأيمن نحو الجناح، والكرة تنتقل بسرعة بين الثلاثة لاعبين. اللاعب في المركز الذي لا يمتلك الكرة يركز على التمرير بسرعة لخلق مساحة للهجوم.

نموذج تدريب الهجوم الثلاثي السريع

- عدد اللاعبين: 7 لاعبين (3 مهاجمين في الخط الخلفي، 2 في الأجنحة، وحارسي مرمى).

- الهدف: تحسين السرعة في اتخاذ القرار والتفاعل بين اللاعبين في الهجوم.

- طريقة التنفيذ:

    1. يبدأ الظهيران ولاعب الوسط الهجوم بالتمرير السريع.

    2. يتحرك اللاعبون الأجنحة مع تغير موقعهم بسرعة لفتح مساحات.

    3. يحاول اللاعبون العثور على ثغرة في الدفاع، إما بتمريرات مركبة أو بالتسديد.

- النقاط المهمة:

    - التدريب على تسريع وتيرة الهجوم والتفاعل السريع مع المدافعين.

    - التركيز على تحسين دقة التمريرات والقدرة على اتخاذ القرارات السريعة.

 

 3. اللعب على الأجنحة (Wing Play)

     يتضمن استغلال سرعة وديناميكية اللاعبين على الأجنحة لتنفيذ الهجمات المركبة. يُستخدم هذا التكتيك غالبًا عند مواجهة دفاع مغلق في المنتصف.

الهدف: منح اللاعب الجناح فرصة للتسديد من زاوية ضيقة أو التوغل نحو المرمى.

تنفيذ الهجمة: يبدأ الهجوم بتحركات بين لاعبي الظهير في الوسط، لجذب المدافعين نحو الداخل. في اللحظة المناسبة، تُرسل الكرة بسرعة إلى الجناح الذي يكون قد تحرك إلى منطقة خالية.


نموذج تدريب الدفاع ضد الهجمات المركبة

- عدد اللاعبين: 12 لاعبًا (6 هجوم و6 دفاع).

- الهدف: تحسين قدرة الدفاع على التعامل مع الهجمات المركبة.

- طريقة التنفيذ:

    1. يتم تنظيم فريق الهجوم لتنفيذ هجوم مركب باستخدام التمريرات السريعة والتحركات المتقاطعة.

    2. يتعلم الدفاع كيفية التغطية والتفاعل مع التحركات الهجومية السريعة، مع التركيز على التواصل والتمركز الصحيح.

- النقاط المهمة:

    - التركيز على تحسين التفاهم بين المدافعين.

    - التعامل مع الهجمات السريعة واستخدام التغطية الصحيحة. 

التدريب المستمر على الهجمات المركبة يعزز من مهارات الفريق في التعامل مع مختلف أنواع الدفاعات، سواء كانت دفاعات منطقة أو دفاعات فردية. يتطلب النجاح في تنفيذ الهجمات المركبة فهمًا عميقًا لتكتيكات اللعب الجماعي، بالإضافة إلى تحسين المهارات الفردية مثل التمرير السريع والتحرك بدون كرة.

 

الخلاصة:

       تعتبر الهجمات المركبة في كرة اليد سلاحاً فعالاً للفرق التي تمتلك لاعبين يتمتعون بالتفاهم والتنسيق العاليين، وتعد أحد أهم أساليب الهجوم الحديثة في كرة اليد، وهي تستند إلى مهارات عالية في التنسيق والسرعة والتواصل بين اللاعبين من خلال التدريب المكثف على هذه الأنواع من الهجمات، تمكن الفرق من تحسين فرصها في التسجيل وزيادة تأثيرها الهجومي ضد أي نوع من الدفاع، فتنفيذ هذه الهجمات يتطلب مهارات فنية عالية من اللاعبين وقدرة على قراءة المباراة بسرعة. ومع تطوير استراتيجيات أكثر تعقيداً وتنوعاً، تظل الهجمات المركبة أداة حاسمة في تحديد نتيجة المباراة.

 

المراجع

1.    الاتحاد الدولي لكرة اليد (IHF). قواعد كرة اليد الدولية. الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة اليد: ihf.info.

2.    جونسون، مارك. التكتيكات المتقدمة في كرة اليد. دار النشر الرياضية، 2019.

3.    ياسين، خالد. الهجمات المنظمة في كرة اليد. المجلة العربية للتدريب الرياضي، العدد 25، 2020.

4.    حمدان، أحمد. أساليب الهجوم والدفاع في كرة اليد. أكاديمية الرياضة الحديثة، 2021.

5.    موقع "كوورة". تكتيكات كرة اليد. kooora.com.

 

التحليل الحركي لمهارة التصويب بالوثب الطويل في كرة اليد

           التحليل الحركي هو دراسة تفصيلية للحركات التي يؤديها اللاعبون أثناء ممارسة اللعبة، حيث يتم التركيز على الجوانب البيوميكانيكية ال...